بقلم : دريك زيلر
يعرف معظم وكلاء العقارات والعاملين في الوساطة العقارية القليل فقط عن الأسواق التي يعملون بها. وهو السبب الذي يدفع المستهلكون في هذه السوق إلى الاعتقاد بأنهم يعرفون أكثر من العاملين في القطاع العقاري . . أو على الأقل يعتقدون أنهم على نفس قدر معرفة الوسطاء العقاريين وبالتالي لا يعطون وسطائهم أو شركات السمسرة التي يتعاملون معها القدرهم الذي يستحقونه.

من هنا، يمكنك أن تعطي لنفسك منزلة تعلو بها على باقي الوكلاء والسماسرة وأن تصنع من نفسك خبيرا عقاريا على مستوى المنطقة التي تعمل بها إذا قمت بتأدية واجباتك على أكمل وجه، وعمل أبحاث على نطاق السوق الذي تعمل به، وأن تحصل على فهم جيد للحقائق والاتجاهات التي تؤثر على قرارات السوق العقاري من جانب المشترين والبائعين لديك.

يواجه الوكيل أو السمسار العقاري منحنى حاد خاص باكتساب المعرفة اللازمة حول السوق. ويحتاج الأمر إلى بعض الوقت لتنمو لديه الحاسة السادسة، وهي الحاسة التي يستخدمها الكثير من الوكلاء والسماسرة في إقامة الحقائق التي يبنون عليها قرارا صائبا أو تخمينا ناجحا، ويمكنك أن تبدأ اليوم في اكتساب البيانات والمعرفة التي سرعان ما يتم ترجمتها إلى قوة وتأثير في السوق.

سواء كنت تعمل في أحد أسواق العواصم الكبيرة أو في مدينة صغيرة؛ بصرف النظر عن الدولة، ومهما كانت سنوات خبرتك أو عمر أعمالك أو تواجدك في المجال، يجب عليك أن تعرف الحقائق الثلاث التي تنطبق على أي سوق عقاري، إذا كنت تعمل في سوق العقارات:

سوق العقارات هو سوق حر يحكمه قانون العرض والطلب. وهذه القاعدة عامة ومطلقة، وليس لها أية استثناءات. فالتثمين، وتوقعات البائعين والمشترين، وحجم مبيعات السوق، جميعها تعمل وفقاً لضابط واحد وهو العرض والطلب؛ عرض الوحدات العقارية والطلب على الوحدات المعروضة.

وكمثال أخير، رأينا تثمينا سريعا واستجابة أسرع من جانب المشترين في قطاع العقارات بالولايات المتحدة خلال الفترة من 2002 وحتى 2005. وكانت هذه الاستجابة نتيجة لتزايد الطلب على العقارات بصفة دائمة بينما كان العرض محدوداً. فأدى ذلك إلى حدوث تثمين سريع، حيث تلقى بائعو المنازل العديد من العروض خلال أيام قليلة بل في غضون ساعات قليلة من قيامهم بطرح وحداتهم للبيع أو الإيجار. وفي مرة واحدة خلال هذه الفترة، كانت تُباع المنازل في جنوب كاليفورنيا بسعر يزيد عن الأسعار المدرجة بمتوسط 18%- حيث وذلك نتيجة لزيادة الطلب عن العرض.

يعمل سوق العقار وفقاً لقانون السبب والنتيجة. فالمواقف الإيجابية تؤدي إلى حدوث نتائج إيجابية، والعكس صحيح. على سبيل المثال، يؤدي النمو الكبير في الاقتصاد إلى قوة سوق العقارات وارتفاع قيمة تثمين المنازل، بينما تؤدي فقدان الوظائف والاقتصاد الضعيف إلى نتائج عكسية.

وسوف يعيد التاريخ نفسه. ففي أي سوق في العالم، توجد دوائر عمل لا بد من المرور بها. إن فترات التثمين السريع للعقارات يتبعها فترات ركود وثبات في الأسعار تزداد فيها القيم أو تقل حسب ظروف السوق. وباكتساب المعرفة الضرورية للتعامل في السوق العقاري، سوف تنمو لديك موهبة التنبؤ بالتوجهات التي تتناسب مع مصالحك ومصالح عملائك في الوقت ذاته.

على سبيل المثال، في عدد من الأسواق الرئيسية بالولايات المتحدة نجد أن أكثر من 40% من قروض المنازل الجديدة عبارة عن رهونات منخفضة الفائدة. وعمليات الشراء هذه ذات الوضع المتكافئ نسبيا تتم على افتراض – المضاربة— أن دورة التثمين السريع الأخيرة سوف تستمر وأن أسعار المنازل سوف تستمر في الارتفاع. وعندما ينخفض معدل النمو، كما حدث كثيراً من ذي قبل، سوف تنخفض قيم المنازل، وسوف تزاد فوائد الرهونات عن أسعار إعادة البيع، وسوف يُجبر العديد من مشتري المنازل إلى ترك منازلهم حيث ستحكم البنوك برفع الملكية في عدد كبير من القروض. وسوف يؤدي ذلك بدوره إلى تخفيض القيم وتجميد النمو، تكرارا لما حدث كثيراً من قبل.

من خلال معرفتك للمزيد بشأن السوق الذي تعمل به ومراقبتك للإحصاءات الإقليمية، سوف تكون مؤهلا للتميز على نظرائك في هذا السوق باعتبارك خبيرا إقليميا في سوق العقارات . ولكي تحقق ذلك، كل ما عليك هو القيام بواجباتك، وعمل أبحاث حول السوق الذي تعمل به، واكتسابك للمعارف وفهمك للاتجاهات والحقائق التي تؤثر على قرارات المشترين والبائعين لديك.


المصدر: ريالتي تايمز ـ ترجمة إدلال
http://edlal.com/News/NewsItem.aspx?NewsItemID=1794

مشكور على النقل الرائع
بارك الله فيك أخي العزيز