الرياض: مساعد الزياني
يسعى الكثير من السعوديين إلى تجميل منازلهم بالحدائق والأشجار والورود وذلك من خلال تخصيص جزء يتراوح ما بين 20 إلى 30 في المائة من مساحة المنزل، وزراعة مختلف الأنواع من الأشجار والورود، بالإضافة إلى زراعة مساحات خضراء واسعة تعطي مناظر جميلة عند مداخل المنازل أو القصور لتعطي انطباعاً مريحاً لزائر تلك العقارات. وتفكر بعض الجهات الحكومية بزراعة مداخل مقراتها وتجميلها بمختلف الأنواع من الورود والأعشاب.

ويرى خبراء وعاملون في سوق تزيين المنازل وزراعة الحدائق أن الطلب ازداد في الفترة الأخيرة على المنتجات الزراعية للتزيين من ورد وأعشاب وأشجار، بالإضافة إلى دمجها في بعض الأحيان مع قنوات مائية، تضفي جمالاً على المنزل أو القصر.

وأشار الخبراء إلى ان الطلب يزداد على أنواع محددة من المنتجات الزراعية المخصصة للتزيين، ويعزو الخبراء ازدياد الطلب على النخيل لتعلق السعوديين به، من خلال اعتباره رمزاً لهم، حيث ان أكثر طلبات أصحاب المنازل الجديدة تتمحور في النخيل بشكل عام، بالإضافة إلى شكل النخلة الجميل. وتتراوح أسعار النخيل ما بين 1000 ريال (266.6 دولار) وحتى 3.5 ألف ريال (933 دولارا) ويصل متوسط الطلب نحو 3 نخلات في المنزل الواحد، بالإضافة إلى ان الكثير من العقاريين استخدموا النخيل لتزيين مداخل مشاريعهم أو زراعتها حول الأراضي التي يسعون لبيعها، بهدف تجميل الأرض وزيادة جذب المستثمرين لشراء تلك الأراضي.

واشار بندر بن حمود صاحب مشتل العليا للزهور في العاصمة السعودية الرياض الى ان الطلبات على المنتجات الزراعية ازدادت خلال الفترة الماضية، خاصة في ما يتعلق بالقصور والمنازل ذات المساحات الكبيرة التي تتراوح مساحتها ما بين 400 متر مربع وحتى 20 ألف متر مربع، وذلك لتخصيص مساحة جيدة لزراعتها. وأوضح حمود ان العشب الياباني او ما يسمى بـ"الثيل" يشهد طلباً كبيراً، خاصة في القصور وفي المنازل الكبيرة في ظل مقاومته للتغيرات المناخية في البلاد، موضحاً ان سعر المتر المربع من الثيل الياباني يصل إلى 70 ريالا (18.6 دولار) في حين يصل سعر الثيل الكوري إلى 10 ريالات (2.6 دولار) للمتر المربع.

وأضاف صاحب مشتل العليا للزهور ان الطلب على الورد لا يقل على تزيين الحدائق، حيث تتراوح أسعار الورود ما بين 50 ريالا (13.3 دولار) للباقة وحتى 100 ريال (26.6 دولار)، مبيناً ان الطلب يكثر على مختلف أنواع الورود، خاصة النوع الهولندي.

في حين لفت بندر بن حمود إلى ان هناك طلباً على عدد من الأشجار ومنها "الواشطوني" نسبة إلى العاصمة الاميركية واشنطن، الذي يستطيع تحمل مختلف الظروف المناخية ويعيش لفترة طويلة، وتختلف أسعاره على حسب حجمه وطوله ويصل سعر الشجرة بطول 3 أمتار إلى 1700 ريال (453 دولارا)، وهو في الغالب يستخدم في تزيين الحدائق والأرصفة والمنازل.

وأكد أن هناك طلبات كثيرة على الأشجار والمنتجات الزراعية الصناعية المطابقة للطبيعية والتي لا تحتاج إلى متابعة كونها صناعية وتؤدي نفس الدور الذي تؤديه المنتجات الطبيعية، مشيراً إلى ان تلك المنتجات تصنع حسب حاجة العميل وحسب المساحة المراد زراعتها وفق مقاييس دقيقة تعطيها لمسة طبيعية.

ونوه ابن حمود الى انه على الرغم من الطلب الكبير على المنتجات الزراعية الصناعية لتزيين الحدائق في المنازل إلا ان الطبيعية منها تبقى أفضل وذلك لكونها تعمل على تلطيف الجو والمناخ المحيط بها وتساعد على إيجاد جوا صحيا، بالإضافة إلى إيجادها جو صحي وتبعث بالراحة النفسية على حد تعبيره. من جهته ذكر محمد الغامدي، مستثمر عقاري، ان العقاريين، خاصة الشركات الكبرى أعطت اهتماماً كبيراً لتزيين الحدائق والذي قد يتعدى المنازل والقصور إلى تزيين الأحياء والشوارع والممرات وذلك لجذب المستثمرين والراغبين في شراء فللها ومنازلها. وأشار الغامدي إلى ان عددا من الشركات عملت على زراعة حي متكامل وذلك بهدف تلطيف الجو في الحي والمساعدة على تزيينه بهدف إعطائه قيمة إضافية مختلفة عن الأحياء الأخرى.

وبين الغامدي ان الشركات المطورة للأراضي الخام تعمل على تشجير الحي لتجميله، حيث يتم تشجير الأراضي في الحي، وتسعى الشركات العقارية إلى ضمان الحصول على قيمة اكبر عند بيع الأراضي في المزادات العلنية التي تقيمها، موضحا ان سعر الأراضي في المخططات التي تحتوي على تشجير أعلى من المخططات الأخرى التي لم يتم تشجيرها بنسبة تصل إلى 20 في المائة.

وأضاف الغامدي ان اعطاء مساحة في العقارات المبنية للحدائق والأشجار يعمل على إضافة قيمة معنوية ومادية لتلك العقارات، مما يساعد على سرعة بيعها، وبالتالي فإن الكثير من العقاريين والمقاولين يخططون بناء عقاراتهم المعروضة للبيع بوجود مساحة جيدة تخصص للحدائق والأشجار. وذكر ان الأمانات والبلديات في مختلف المدن السعودية تحرص على إيجاد مساحات محددة تخصص للحدائق العامة.

نقلاً عن
الشرق الأوسط

الله يعطيك العافية مشرفنا