الاستثمار في العملات الرقمية
الاستثمار في العملات المشفرة مثل البيتكوين هو أحد صور الاستثمار على الانترنت حيث يحقق الاستثمار في العملات الرقمية أرباحاً كبيرة سواء في الاستثمارات الضخمة أو الاستثمارات البسيطة والابتدائية، بل باتت الخيارات واسعة في اختيار العملة الرقمية الأكثر قوة وربحاً، ولعل من أبرزها عملة البيتكوين الرقمية التي تعد الأكثر إقبالاً من قبل المستثمرين.

تعد عملة البيتكوين أكبر عملة رقمية في العالم من حيث حجم التداول والقيمة السوقية، وهي أول عملة لامركزية تُدار بشكل كامل من قبل مستخدميها، كما تتمتع عملة البيتكوين بالكثير من الميزات منها سرعة الانتشار وإمكانية التعدين والتحويل وانخفاض رسومها مما جعلها تحقق قفزات كبيرة في عالم الاستثمار في العملات الرقمية.

فقد حققت عملة البيتكوين ارتفاعاً كبيراً في سعرها في نهاية عام 2016 من 968 دولاراً أمريكياً إلى أكثر من 9700 دولار، وفي عام 2017 الماضي استمر هذا الصعود وقاربت نسبة الارتفاع في قيمة العملة 1000%، إلا أن هذا الارتفاع الكبير دفع بالكثيرين للوقوف عند طبيعته والتساؤل عما إذا كان فقاعةً قد تنفجر عاجلاً أو آجلاً أم أنهم أمام فرص استثمارية حقيقية يجب الاستفادة منها والإقبال عليها.

الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة (البيتكوين) إلى أين؟
برغم الارتفاعات المذهلة التي تحققها عملة البيتكوين والتي توحي بأنها فقاعة عمّا قليل ستتلاشى، يقول الخبراء الاقتصاديون إن البيتكوين يحقق مكاسب قوية وهو في طريقه نحو المزيد من الارتفاع، حيث حقق 15000 دولار وبحسب أحد الدراسات فإن عملة البيتكوين ستبلغ قيمتها 20000 دولار أمريكي عام 2020.

أمّا فيما يتعلق بالمخاطر التي تهددها فهي متعلقة فقط ببعض الدول التي منعت التعامل بها مثل الصين وغيرها، وقد أدّى هذا المنع إلى انخفاض قوتها التأثيرية بعض الوقت لكنه ما لبث أن عاد للارتفاع من جديد.

وبحسب لقاء تلفزيوني مع مسؤول تطوير الأعمال في شركة مالية متخصصة قال فيه إن البيتكوين قد أعطى الضوء لرواج التعامل بالعملات الرقمية والتي تتخذ مركزيتها من السوق بدلاً من البنوك المركزية، وقال أيضاً إن البيتكوين تستفيد من محدودية العرض مقابل الطلب وهو ما جعلها ترتفع إلى ما يقارب 10 آلاف دولار.

ارتفاع قيمة عملة البيتكوين المشفرة ليس فقاعة!
تزيد المؤشرات الأخيرة من القول بأن البيتكوين ليس فقاعة كما يشاع عنها، حيث شهد عام 2017 أحداثاً مهمة جعلت هذه العملة تصنف ضمن الأصول، كما ظهرت الصناديق الاستثمارية المتداولة بالبورصات وتجاوز عدد صناديق التحوط المتعاملة بالبيتكوين 1000 صندوق حتى الآن، كما اتجهت العديد من المؤسسات نحو الاقتناع بهذه العملة وتبنيها، لتصبح الخيار الثاني بعد سوق الأسهم وتقلباته.

وبحسب تصريح لرئيس قسم أبحاث السوق فإن سرعة الارتفاع التي حققها البيتكوين هو بسبب عمره البالغ 9 سنوات فقط.

وأوضح أن قيمة البيتكوين تأتي من البروتوكول الذي تقوم عليه والذي يحدد العرض النهائي لكل وحدات البيتكوين التي تنتج عند 21 مليون وحدة، على عكس البنوك المركزية التي تطبع العملات الورقية بدون سقف، حيث سيتم الوصول إلى آخر بيتكوين يتم تعدينها عام 2140.

كما توقع أن زيادة السيولة ستحقق اختفاءً لتذبذب العملة، كما أن الارتفاعات ستتواصل في عام 2018 الجاري مع استمرار تدفق السيولة نحو استخدام العملة الرقمية.

اللامركزية في تداول العملات الرقمية
يتمتع سوق تداول العملات الرقمية بالعديد من الميزات منها اللامركزية وهو الأمر الذي يرغب به المستثمرون إلى حدٍ كبير وخاصةً بعد الأزمة المالية العالمية والتي أفقدت الثقة بالبنوك المركزية التي اعتمدت على ضخ الأموال الرخيصة كأحد أدواتها، ولأن العملات الرقمية بعيدةٌ عن هذه السيطرة حيث إن تخزينها يخلو تماماً من المؤسسات والبنوك ويعتمد على مبدأ اللامركزية، مما جعلها خالية من الضغط والسيطرة التي قد تؤثر على عالم الاستثمار.

يذكر أن الاهتمام بسوق تداول العملات أو ما يطلق عليه تجارة الفوركس قد أدّى إلى تراجع الإقبال على الأصول المالية التقليدية كالسلع الآجلة أو الأسهم، أما قيمة العملات الرقمية فقد وصلت إلى 100 مليار دولار، ثم ارتفعت هذه القيمة بنحو 500% لتصل إلى 510 مليار دولار.