الصدقة في الإسلام هي نوع من أنواع العبادة التي تُعبر عن الإحسان والمساعدة، حيث يتم تقديم شيء من المال أو الجهد أو الوقت أو حتى الكلمات الطيبة في سبيل الله تعالى. وتهدف الصدقة إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين، وتطهير المال والنفس، وتعزيز الروابط الاجتماعية. وتعدّ الصدقة وسيلة لزيادة الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، إذ أن المسلم بتقديم الصدقة يسهم في نشر الخير وتحقيق العدالة الاجتماعية.
تعتبر الصدقة من أفعال الإحسان التي تعكس صفاء القلب، وصدق النية، حيث يجب أن تكون بدون انتظار لأي مكافأة أو جزاء من الناس، بل يكون الدافع الرئيسي هو رضا الله سبحانه وتعالى.
أشكال الصدقة المالية والعينية
الصدقة يمكن أن تكون مالية أو عينية، وكل واحدة منهما لها فوائدها وأثرها الخاص. إليك أهم أشكال الصدقة:
1. الصدقة المالية
وهي أكثر أنواع الصدقة شيوعًا، وتشمل تقديم المال للمحتاجين سواء كان ذلك عن طريق التبرعات أو المساعدات المادية المباشرة. من الأمثلة على ذلك: دفع الزكاة، التبرع لأعمال الخير، أو تقديم مساعدة مالية للفقراء والمساكين. كما يمكن للصدقة المالية أن تشمل دفع فواتير الكهرباء أو الماء عن الأسر الفقيرة، أو دفع تكاليف العلاج للمحتاجين.

2. الصدقة العينية
تشمل الصدقة العينية تقديم أشياء ملموسة يحتاجها الفقراء مثل الطعام، ال*****، أو الأثاث. وقد تكون أيضًا من خلال تقديم وقتك وجهدك في الأعمال الخيرية كالتطوع في الجمعيات الخيرية أو توزيع الطعام. هذه الأنواع من الصدقات تعكس مساعدة مباشرة وملموسة للفئات المستحقة.
صدقة السر وصدقة العلانية والفروق بينهما
1. صدقة السر
هي الصدقة التي تُقدّم في الخفاء، دون أن يعرف بها الناس، وذلك بغرض الإخلاص لله سبحانه وتعالى، حيث يُشجع المسلم على تقديم الصدقة بشكل سري حتى لا تُؤثر على نية المتصدق ولا يدخل في قلبه الرياء. في القرآن الكريم، ورد فضل صدقة السر حيث قال الله تعالى: "إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُواهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّنْ سَيِّئَاتِكُمْ" (البقرة: 271). والهدف هنا هو كيف تكون الصدقة خالصة لوجه الله، دون تطلع لأعين الناس أو انتظار لأي تقدير اجتماعي.